حقوق مخترَع مهلة وطن
بقلم الكاتب والقاص العراقي
الاستاذ علي السوداني
وقالوا لكبيرهم الذي علّمَهم طرائق مبتكرة وخدّاعة ، في النهب والقتل والخيانة والحيلة ، والإستعمال الأمثل والآمن للغة ، وعدم الوقوع في طسّة العنف اللغوي ، وبلْعِ المهانة والإهانة والسكوت على هاونات الكلام الثقيل ، التي تقصف بها الرعية الثائرة العظيمة ، أوكار العمالة والرذيلة وفقدان الغيرة والهوية ، وصفات وأسماء اخرى قد لا تصلح للنشر :
قدِّم استقالتك فوراً ، وبها ستمتص نقمة المتظاهرين ، وبعدها سندخلهم بمتاهة المماطلة والتسويف والكتلة الأكبر والعمامة الأصغر والدستور الأعور ، ثم سنرعبهم بالقتل والخطف والتعذيب والتجويع والتهميش والمَلَل والتيئيس ، ساعتها سيعودون الى بيوتهم قانطين ، وستبقى أنت على كرسيّك نابتاً مثل لصقة جونسون !!
هذا ما انتهت إليه – حتى اللحظة – تمثيلية استقالة الرئيس عادل ، الذي كانت بدايته في محراب لينين ، ووسطه في مدرسة ميشيل عفلق ، ومنتهاه في عبودية المهدي ، الذي تحولت حكايته وقصته الأسطورية التي لا يشيلها عقلٌ ولا منطق ، إلى ابرة تخدير وتنويم ، تشبه تماماً مخدرات « الغياب وعودة المخلّص « في كل الأديان والمِلَل ، ففزَّتْ شعوبٌ وكنَستْها من أمخاخها وقلوبها ، وظلت أقوامٌ تلوكها وتبصقها وتتلذذ بها ، مثل « قات « لا يكلف الجيبَ فلساً أحمرَ ، بل يأكل من ساحل العقل ويجعله في ضلالٍ أبديٍّ مبين .
جمهورية الثوار الأحرار بساحة التحرير وأخياتها بالرضاعة ، من نفس أثداء الشرف والعزة والنبل والطهارة والبطولة والإستثناء العجيب ، قد كشفت اللعبة وردت عليها بما يسمى اليوم وحتى يوم الكنسة الكبرى « مهلة وطن « وهذا التكتيك الحاسم من تأريخ ثورة تشرين المبجلة والمقدسة بدماء الشهداء ، سيستدعي حتماً استعمال أدوات ومحركات ثورية مشروعة فعالة ، لمواصلة عملية كنس وتنظيف البلاد ، من هذه الخلطة الشيطانية المجرمة المنحطة ، التي تكاد لا تشبهها كلُّ مصائب الأرض ، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً !!
إنَّ حقوق مخترَع « مهلة وطن « سيكون محفوظاً في خزنة ذي قار ، وأهلها الأحرار الأجاويد الشجعان ، وهم شجرة طيبة نبيلة كريمة مبدعة خلاقة من قبل ومن بعد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق