السبت، 28 مارس 2020
تحرير العالم من الأوربيين
الثلاثاء، 21 يناير 2020
حقوق مخترع مهلة وطن
تكتيك إيران لأجهاض الانتفاضة
الجمعة، 17 يناير 2020
المرحلة الملكية في عمر الإنسان Royal Level
الكاتب التونسي سفيان بنحسن
في الذكرى القمرية الثالثة عشرة لإستشهاده.. صدام لم يكن دكتاتورا
سفيان بنحسن
مع إهتزاز عرش الرئيس المصري المعزول حسني مبارك سنة 2011 خرج نائب الرئيس الأمريكي “بايدن” ليقول “إن مبارك ليس دكتاتورا وهو صديق للولايات المتحدة “، لم يمتلك مبارك شرعية إنتخابية ولا شرعية ثورية ولا كان ملهما للشارع العربي ولا دعم ثائرا أو مقاوما ولا خرجت في يوم مسيرة في عاصمة عربية تأييدا له ولا هتفت له الحناجر خارج دائرة حكمه ولا حيكت حوله أساطير الحالمين، مبارك وطيلة عقود ثلاثة من حكمه لم يكن يقود الشعب إلى حيث يريد الشعب أو تريد الأمة لكنه رغم ذلك لم يكن دكتاتورا وفق المفهوم الأمريكي، بل ربما لأجل كل هذا تحديدا لم يكن دكتاتورا، يكفي أن يكون الزعيم تابعا للنظام العالمي الجديد يجر الشعب إلى أعتاب أعتابه حتى تسقط عنه صفة الدكتاتورية ولو حوّل البلد إلى مزرعة خاصة له ولعائلته.
أنا من جيل تفتح وعيه السياسي مع العدوان الثلاثيني على العراق العظيم أو مع “أم المعارك”، كنا صبية صغارا في العاشرة من العمر أو دونها نتداول الأساطير في ما بيننا فيزعم بعضنا بأننا لو تصفحنا القرآن الكريم لوجدنا شعرة بين صفحاته وأن تلك الشعرة تعود لصدام، ويقسم أحدنا بأغلظ الإيمان أنه وجدها في المصحف الجامع وإنها لآية بأن الرجل يقينا منصور من عند الله، كان صدام في أذهاننا الصغيرة رجلا خارقا يقود المعارك بنفسه ويحارب الأعداء وينتصر ويتفنن في خداعهم بأسلحة بلاستيكية مجوفة مملوءة بالنفط توهم المعتدي بأنه أصاب هدفا ثمينا، ظاهرة صدام تجاوزتنا نحن الصغار إلى آبائنا فأطلقوا إسمه على المواليد الجدد تبركا به لعل الوافدين الجدد يحملون شيئا من صفاته في عودة إلى تقليد قديم كانت فيه العرب تسمي أبناءها بأسماء الأسود والجوارح، وعن ذلك قال السلف “نسمي أبناءنا لأعدائنا”، وأذكر في تلك الفترة مذيعا تونسيا راحلا كان يتلو بحماس نادر عبر الإذاعة خبر تدمير صواريخ الحسين والعباس والحجارة لأوكار الشر والرذيلة في تل أبيب، كان صالح جغام ينقل الخبر باكيا ومرددا لعبارة “الله أكبر الله أكبر” وأذكر أن أبي كان يترك صوت المذياع مرتفعا طيلة الليل علّ صالح جغام ينقل إلينا الجديد فلم يشهد أبي في الفترات السابقة من حياته سقوط بناية واحدة في تل أبيب أو تل الربيع بسواعد عربية. نمت اذهاننا مع الزمن ونمت داخلها صورة صدام الفارس القادم من زمن الإغريق، أحببناه زعيما مدججا “لا ممعنا هربا ولا مستسلم” ثم مقاوما ثم أسيرا ثابتا قويا مجادلا ثم شامخا هازئا بشانقيه، أحببناه بعدما رأينا فيه صورة الفارس العربي الذي تحدثت عنه الجدات في حكايات قبل النوم وتحدثت عنه كتب التاريخ والقصص الجميل وأحبه بعض من كان أكثر وعيا منا لتحديه للإمبريالية الأمريكية وللنظام العالمي الجديد.
وحده صدام حمل لواء المواجهة المباشرة مع قوى الشر رغم إدراكه أن حجم التضحيات سيكون كبيرا، لم تكن الأمور تقاس بمنطق الربح والخسارة وإنما بمنطق القيم والمبادئ التي تشربها، ومع الساعات الأولى من العدوان إصطف الفلسطينيون خلف القيادة العراقية ومعهم السواد الأعظم من الجماهير العربية الحالمة بالوحدة والتوزيع العادل للثروة الذي نادى به العراق طويلا، وفي رسالة من صدام إلى مبارك بتاريخ 23 أوغسطس سنة 1990 ردا على إقتراح تقدم به الرئيس المصري كتب صدام قائلا “إن فهدا، ومن تعاون معه، قد بدأوا التآمر على العراق وعلى صدام حسين، بعد أن تأكد لهم باليقين أن العراق وصدام حسين مع فقراء العرب وليس مع مترفي الأمة … ولنفس الأسباب التي كرهوا فيها عبدالناصر وتآمروا عليه، تآمروا على صدام”، (إنتهى الإقتباس) واليوم على المؤرخين إنصاف عراق صدام حسين بعيدا عن المراجعات التي يدعي بعض من تبقى من رفاق صدام أنهم قاموا بها وتأسفوا نتيجة لها لقارون الكويت بعد أن خرب وسلفه العراق والأمة، لم يكن بإمكان العراق تجنب العدوان إلا بتغيير سياساته الإقتصادية والإجتماعية ومواقفه الدولية وخارطة تحالفاته، في تلك الفترة كان العراق يكاد يكون وحيدا في دعمه للفلسطينيين إثر إغلاق مصر والأردن وسوريا لحدودها أمام الأعمال الفلسطينية الفدائية ولم يبق إلا لبنان بسبب غياب سلطة مركزية قوية قادرة على ضبط حدودها، حمل العراق لواء الأمة فتآمر عليه الجواسيس والخونة أو الدكتاتوريون العرب، والدكتاتورية هنا بمعنى السير عكس تطلعات الشعب العربي وآماله، صدام كان ممثلا حقيقيا للشعب العربي وإن عدنا إلى مفهوم مصطلح الديمقراطية بأنه حكم الشعب فصدام كان أكثر الحكام ديمقراطية وأكثرهم تأييدا من الجماهير العربية من الأطلسي إلى الخليج، وما الدكتاتورية إلا السير عكس تيار الشعوب وإلا البيع بلا ثمن لمقدراتها والتخلي عن ثوابتها، كان العدوان على العراق إختبارا لفساد الحاكم العربي من عدمه فمن وقف إلى جانب العراق إنضم إلى صفوف الجماهير ومن ساند العدوان أو برره كان خادما بوعي منه أو بدون وعي للمتربصين بالأمة.
في العقود الماضية كان الحكم الشمولي هو الطاغي على المنطقة العربية ومعظم أرجاء البسيطة ومن الحيف تصنيف أنظمة تلك الفترة بمعايير ما نعيشه اليوم، فإن أنصفنا حكام تلك الفترة وأردنا تصنيفهم بين دكتاتوريين وخلافهم فسيكون الدكتاتور هو من كان خادما للنظام العالمي ما بعد “بريتون وودز” الذي قنن نهب دول العالم المتقدم لمستعمراتها السابقة، لم يكن ناصر دكتاتورا ولا بن بلة وبومدين ولا القذافي ولا صدام، وأكثر الأنظمة العربية معاداة لشعوبها هم المطبعون مع الصهيونية والذين جلبوا الأمريكان إلى أرض العرب وإرتضوا على نفسهم تقمص دور إبن العلقمي ومن دفع منهم “الإتاوة” إلى ساكن البيت الأبيض صاغرا ذليلا.
“أنت لم تكن دكتاتورا” قالها قاضي محكمة الإحتلال عبدالله العامري لصدام حسين ونرددها اليوم أكثر يقينا وإصرارا “الدكتاتور هو خادم الغرب وبيدقه، أما صدام ففارس نبيل في زمن الكوليرا” رحم الله صدام حسين.
تهنئة تنتظر صولاتكم
الرفيق القائد المجاهد عزت ابراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير حفظكم الله ونصركم .
ونحن إذ نتقدم اليكم بالتهنئة والتبريكات لمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي الباسل والذي انتم على رأس قيادته الان، في هذه السنين العجاف من تأريخ وطننا وامتنا العربية المجيدة ، نجدد لكم عهد الرجال الأوفياء بالمضي على النهج القويم الذي لم يتراجع او ينحني أمام اعتى قوى البغي والعدوان وليس أمامنا من خيار سوى احدى الحسنيين ، النصر وهو غايتنا وهدفنا السامي، أو الشهادة من أجل أن ينتصر المؤمنون بقضيتهم ووطنهم...
ربما نثقل عليكم باستعجال الصولة للخلاص من هذا الواقع المزري والأليم لكنها أمانة الأمة ونبراس شموخها ومجدها العراق وشعبه العظيم بدعوات احرار أمتك من أقصاها إلى ادناها فلم يبق في القوس منزع وبلغ السيل الزبى وعيون أبطال جيشك وشعبك وامتك من المخلصين ترقبكم وتنتظركم على أحر من جمر الغضى...
لقد طال ليل الظالمين وعيل صبر الصابرين، وها هي الأحداث تترى والنوائب تحيق بنا من كل حدب وصوب وصارت الضباع تتراقص على اوجاع وجراحات الوطن والأمة ولا مغيث إلّا الله، وإذا كانت بطولات خير قادة أمتنا تنعش وتؤنس الذاكرة كعمر وعلى والمعتصم وصدام حسين وسواهم فواقعنا يفرض علينا أن يكون عزة إبراهيم فارسها وقائدها ورافع راية الحق ومعه صحبة ورفاق وعناوين تحرر الأرض وتصون العرض وتحمي الوطن الحبيب...
لقد كان غزوا بربريا كونيا واليوم صار احتلال فارسيا مجرما وبغيضا ورغم مآثر الاحرار الشجعان في مقاومة ومحاربة الغازي الأميركي بمعارك طاحنة لكننا اليوم قد ابتلعنا من قبل الدّ أعداء العراق والعروبة ، إيران الشر والتآمر ، بمشروعها الصفوي النجس بشكل مباشر وعلني وذيولها تزداد يوما بعد يوم ، ناهيكم عن خذلان وانكسار قادة وحكومات الأمة ، ورغم كل قسوة هذه الأحوال لكن الشعوب لم تستسلم وبين جوانحها تغلى نيران الغضب والحمية وهي سيفكم وجنايدكم وسندكم ولا ينقصها سوى قائد يأخذ بها ويقودها وينتصر بها لدين الله والأمة...
اعذرنا سيدي إذ نحمّلُك كل هذه الهموم لكن مَنْ لها سواكم...
وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم.
معكم وبكم ننتصر بعد التوكل على الله وعلى الباغي تدور الدوائر .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وائل القيسي
6 كانون 2020
Sent from my Huawei Mobile