السبت، 28 مارس 2020

تحرير العالم من الأوربيين

مقال تاريخي عجيب يجب قراءته

*تحرير العالم من الأوربيين*

نوصي بقراءته بتمعن شديد ونشره وحفظه في مذكراتكم
عن الكاتب
📝 عبدالعليم شداد

*-الأوربيون شعب يتكون من عدد من الإثنيات العرقية المختلفة، ووفقا لدراسة ألمانية نشرت في العام 2002 يبلغ مجموع هذه الإثنيات نحو 87 إثنية أو شعب, منها عدد 33 هي إثنيات كبيرة وتشكل الغالبية في بلدانها ومن أهمها: (الروس, الألمان, الفرنسيين, الإنجليز, الإيطاليين, الأوكرانيين, الأسبان والبرتغال).*

-وجميعهم تجمعهم ثقافة واحدة تقوم على (التراث المسيحي اليهودي).

-وهذا المصطلح شائع جدا حاليا في العالم الغربي وهو يشير الي الرابطة المشتركة بين اليهود والمسيحيين، وأنهما يكوِّنان شيئا واحداً.

*-فالتراث اليهودي المسيحي من المكونات الرئيسية للحضارة الغربية، فالمسيحيون يقدسون التوراة، والتي يطلقون عليها اسم العهد القديم الذي يشكل القسم الأول من الكتاب المقدس لدى المسيحيين في حين يعتبر العهد الجديد القسم الثاني منه, وفيما مضي اتسمت العلاقة بين اليهود والمسيحيين بالتقلب، ولكنها في القرون الاخيرة تحولت للتحالف بعد نشوء الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم قيام إسرائيل لأسباب دينية، حيث تأثرت البروتستانتية باليهودية كثيرا.*
🇪🇺🇪🇺🇪🇺🇪🇺🇪🇺🇪🇺🇪🇺
-وعموما فان ثقافة الأوربيين تقوم على (الديانة المسيحية) والحضارة ( الرومانية – اليونانية).

-للأوربيين صفة مميزة اتصفوا بها منذ قديم الزمان وتميزوا بها عن بقية شعوب العالم وهي:
*(القسوة الشديدة) لدرجة جعلت التعذيب والقتل عندهم نوعا من التسلية:*

١-فحلبة الموت الرومانية (الكولسيوم) في وسط روما كانت هي مصدر التسلية والترفيه لكل المجتمع رجالا ونساء وأطفالا، فالأسرة بكاملها كانت تحضر إليها لمشاهدة الأسود المفترسة التي يتم تجويعها ثم إطلاقها على الأسرى الذين يتم إدخالهم إلى الحلبة مع زوجاتهم وأطفالهم فتلتهمهم الأسود الجائعة وتقطعهم إربا وسط ضحكات واستمتاع الحضور.

٢-كما كانوا يجبرون أسراهم على أن يتقاتلوا فيما بينهم فيجبر الصديق على قتل صديقه.

٣-وكانت مسابقات المبارزة التي تنتهي بالموت هي اللعبة الأكثر شعبية لدى الجماهير الأوروبية الرومانية القديمة.

*٤-ولهذا نجد أن الحروب التي يقتل فيها الملايين كانت أمرا متكرر الحدوث بينهم.*

٥-مثال تلك الحروب الأوربية حرب الثلاثين عاما التي قتل فيها ما يزيد عن الأحد عشر مليون شخص ونقص فيها سكان ألمانيا من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر مليون، ونتج عن ذلك نقص كبير في عدد الرجال فجعلوا تعدد الزوجات إجباريا.

٦-وفي حروب نابليون قتل أكثر من ستة ملايين إنسان.

٧-وفي حرب السنوات السبع بين بريطانيا وفرنسا قتل ما يزيد عن الأربعة عشر مليون إنسان.

٨-وفي الحرب الأهلية الروسية قتل ما يزيد عن التسعة ملايين.

٩-وفي حروب فرنسا الدينية قتل نحو أربعة ملايين.

١٠-وفي الحرب العالمية الأولى التي بدأت بين النمسا وصربيا قتل ما يزيد عن العشرين مليون إنسان.

١١-وفي الحرب العالمية الثانية التي بدأت باجتياح ألمانيا لبولندا قتل نحو خمسة وثمانين مليون إنسان.

*-والحروب والمجازر الأوربية أكبر من أن تحصى في هذه المقالة، وكلها حروب ومجازر دموية مروعة يتم القتل والتعذيب فيها بوسائل رهيبة لا تخطر على بال، مثال ذلك:*

- التمشيط بأمشاط الحديد, واستخدام النشر بالمنشار, وسحق العظام بآلات ضاغطة، واستخدام الأسياخ المحمية على النار، وتمزيق الأرجل، وفسخ الفك، كما استخدموا مقلاع الثدي لخلع أثداء النساء من جذورها، والتابوت الحديدي، وكرسي محاكم التفتيش الذي يحتوي على مسامير في كل نقطة منه.

*-وعندما خرج الأوربيون بقسوتهم هذه إلى العالم أحدثوا دمارا وخرابا هائلا للبشرية.*

١-فعندما اتجهوا غربا إلى أمريكا مسحوا سكانها من على وجه الأرض مستخدمين أبشع الوسائل التي لا تخطر على عقل بشر.

-ومن ذلك أنهم كانوا يقدمون مئات البطاطين الملوثة بجراثيم الجدري والسل والكوليرا كهدايا للسكان الأصليين لتحصدهم دون أدني جهد وقد قتلوا بذلك الملايين من السكان الأصليين خلال عقود قليلة.

-كما عملوا جوائز مالية لمن يأتي برأس أحد السكان الأصليين من الرجال أو النساء أو الأطفال مما جعل الصيادين ينتشرون في أرجاء القارة الأمريكية يجلبون الرؤوس بأعداد هائلة، ثم اقتصر الأمر على فروة الرأس ليسهل عليهم الحمل.

*- وقد اصبح الكثير من الصيادين يفتخرون بأن أحذيتهم مصنوعة من جلود البشر.*

- وقد تطور الأمر وأصبحت هناك حفلات للسلخ والتمثيل يحضرها كبار المسؤولين الأوربيين.

*- فأبادوا أكثر من مئة مليون من السكان الأصليين في أمريكا, والنتيجة تغيير كامل لسكان أمريكا ليحل محلهم الأوربيون.*

*- فكل دول أمريكا الشمالية والجنوبية اليوم يملكها الأوربيون بإثنياتهم المختلفة:*

-فالبرازيليون هم برتغال وأسبان.
-والأرجنتينيون هم أسبان وإيطاليون.
- ونجد أن معظم سكان أمريكا الجنوبية هم أسبان إضافة للإثنيات الأوربية الأخرى خاصة في تشيلي, الأورغواي, كولومبيا, فنزويلا، وغيرها.

*٢-وعندما اتجه الأوربيون نحو أفريقيا حولوا (الرق) إلى تجارة مثل (تجارة الماشية)، فقد كانت الحكومات الأوروبية هي التي تحتكر تجارته، وتضع القواعد المنظمة لهذه التجارة، وكانت أسهم شركات تجارة العبيد هي الأعلى ربحا, وبعد تحرير تلك التجارة والسماح للشركات الخاصة بالعمل في هذا المجال أصبحت تلك الشركات تصدر كميات مهولة من الأفارقة إلى الدول الأوربية ومستعمراتها في كل أنحاء العالم.*

-فالشركات الفرنسية لوحدها كانت ترسل ما لا يقل عن المئة ألف أفريقي سنويا إلى المناطق التابعة لفرنسا في أمريكا.

- أضف إلى ذلك الشركات الأسبانية والإنجليزية والتجار الإيطاليين والألمان والبرتغال وغيرهم, ويقدر عدد الأفارقة الذين تم إرسالهم إلى الأميركتين بالملايين, وكل ذلك كان عملا مقبولا تصدر له الحكومات الأوربية التصاريح اللازمة ويستثمر فيه الشعب أمواله من خلال شرائه لأسهم هذه الشركات.

*ما سبق هو ما فعله الأوربيون في أمريكا وأفريقيا.*

*٣-أما في آسيا فقد فعلوا شيئا عجيبا فقد كانت الحكومات الأوربية تتاجر في المخدرات !!* فقد صدرت بريطانيا أول شحنة من المخدرات إلى الصين في العام 1781 وبعد أن بدأت مشاكل الإدمان تظهر على الشعب الصيني أصدر إمبراطور الصين أول مرسوم بتحريم استيراد المخدرات فأرسلت بريطانيا وفرنسا سفنهما وجنودهما إلى الصين لإجبارها على فتح أبوابها لتجارة المخدرات بالقوة,

و استطاعوا أن يهزموا الصين ودخلوا بكين ومن ثم أجبروها على توقيع اتفاقية (تيان جين) في عام‏1858‏ بين الصين والأوربيين ممثلين في كل من (بريطانيا وفرنسا‏ والولايات المتحدة وروسيا) وفي هذه الاتفاقية تم تحديد الأفيون بصفة خاصة من بين البضائع المسموح باستيرادها, كما تم إلزامها في هذه الاتفاقية بالسماح بنشر المسيحية في الصين, وكان من ثمار هذه الاتفاقية أن ارتفع عدد المدمنين في الصين من مليوني مدمن عام 1850م ليصل إلى 120 مليوناً سنة 1878م, واستمر العمل بهذه الاتفاقية حتى العام 1911.

*-إن ما سبق ذكره يمثل عرضا موجزا لطبيعة بشرية تأصلت فيها القسوة بأبشع صورها لم تنجح في تغييرها المدنية والتحضر، فالذي يعف أن يفعله الإنسان الجاهل المتخلف يفعله الأوربي المتحضر,*

٤-ففي التاريخ المعاصر شهدنا مجازر البوسنة التي قتل فيها نحو 300 ألف مسلم واغتصبت فيها نحو 60 ألف امرأة وطفلة مسلمة، وهجّر نحو مليون ونصف مسلم, و استمرت المجازر لنحو 4 سنوات هدم الصرب فيها أكثر من 800 مسجد بعضها يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر، وأحرقوا مكتبة سراييفو التاريخية, و وضع الصرب آلاف المسلمين في معسكرات اعتقال، وعذبوهم وجوعوهم حتى أصبحوا هياكل عظمية,

*ولعل أبشع ما حدث كان هو مجزرة (سربرنتيشا) الشهيرة التي حاصرها الصرب لمدة سنتين ولما لم يستطيعوا أن يدخلوها بالرغم من تجويعها طلبوا من أهلها تسليم أسلحتهم مقابل الأمان، وبعد أن سلموا أسلحتهم انقضوا عليهم وعزلوا الذكور عن الإناث، وجمعوا 12,000 من الذكور( صبياناً ورجالاً) فذبحوهم جميعاً طعنا بالسكاكين، ومثلوا بهم أبشع تمثيل، وذلك في مرأى من القوات الهولندية المسؤولة من حماية المدينة.*

*٥-ومن أبشع ما قام به الأوربيون قبل سنوات ما حدث في العراق من تعذيب بشع قامت به القوات الأمريكية* (80% من الأمريكان في الأصل هم إنجليز وإيرلنديين وألمان) فقد تفجرت الفضيحة في العام 2004 فقد قاموا بعمليات قتل واغتصاب وانتهاكات رهيبة في سجن أبوغريب، حيث تمت عمليات اغتصاب منظمة للنساء، وهتك لأعراض الرجال، إضافة إلى استخدام الكهرباء والكلاب وكافة وسائل التعذيب، فقد مارس الجنود الأميركيون 13 طريقة في تعذيب السجناء العراقيين تبدأ من الصفع على الوجه والضرب، وتنتهي بالاعتداء الجنسي، واللواط، وترك السجناء والسجينات عرايا لعدة أيام، وإجبار المعتقلين العرايا الرجال على ارتداء ملابس داخلية نسائية، والضغط على السجناء لإجبارهم على ممارسة أفعال جنسية شاذة وتصويرها بالفيديو، كما كانوا يجبرون السجناء العرايا على التكدس فوق بعضهم البعض.
*-لقد كانت ثمرة الحروب الأوربية خارج أوروبا أن أصبحوا (هم العالم), وذلك بامتلاكهم لمعظم الأراضي اليابسة في العالم, فهم اليوم يملكون أمريكا الشمالية والجنوبية بعدما أبادوا سكانها الأصليين, ويملكون أستراليا بعد إبادة سكانها كذلك, ويملكون شمال قارة آسيا بكامله، حيث تمتد روسيا من شرق أوروبا لتلتقي مع أمريكا (ما لا يعرفه الناس أن المسافة بين أمريكا وروسيا أقل من أربع كيلومترات),*

-فالإنجليز الذين يحكمون بريطانيا يملكون 16 دولة أخرى، بالرغم من أنها مسجلة كدول ذات سيادة، ولكنها مع ذلك تقع تحت سيادة التاج البريطاني، وتسمى أقاليم ما وراء البحار البريطانية، أشهرها كندا وأستراليا وجامايكا.

-كما أن للفرنسيين أراضي شاسعة حول العالم تشكل ١٣ اقليما موزعة في قارات العالم المختلفة، وتسمى أقاليم ما وراء البحار الفرنسية.

-ولك أن تعلم أن دولة صغيرة، وشعب صغير مثل الدنمارك أصبح يمتلك مناطق خارج أوروبا أكبر من دولته بعشرات المرات، مثل غرينلاند، وجزر الفاو.

*-وبذلك أصبح الأوربيون يملكون مساحات هائلة تفوق حاجتهم بأضعاف كثيرة, معظمها من أغنى المناطق في العالم، وبذلك فهم يمتلكون كميات مهولة من الثروات التي لا تنضب, وحققوا مقدارا من الرفاهية غير مسبوق على مدار التاريخ؛ بسيطرتهم على العالم.*

*-وما زالوا يعملون على إكمال سيطرتهم على العالم، من خلال إنشائهم لأكبر حزب سياسي لا ديني في العالم:* (منظمة البناؤون الأحرار) التي ينتمي إليها الكثير من قادة دول العالم، وكبار رجال المال والأعمال، والإعلام فيه، ومنهم كثيرون في السودان مندسون في مؤسسات الدولة.
-كل هذا الانتشار الرهيب نتج عنه استلاب كامل لعقولنا, فعندما ينظر أحدنا للناس في أوروبا أو أمريكا أو آسيا أو أستراليا، ويجدهم يلبسون نفس اللبس، ويأكلون نفس الأكل، ويلعبون نفس اللعبة: يظن أن عليه أن يفعل مثلهم؛ باعتبار أن هذا ما يفعله كل العالم، ولا يعلم أنهم (نفس الناس) الذين يحملون نفس الثقافة في كل هذه القارات.

*-فأصبحت عقولنا أسيرة لهم, نجري خلفهم، ونحتمي بهم من بعضهم, هم يستغلوننا عندما يتنافسون فيما بينهم، أو تختلف وجهات نظرهم في قضايا تخصهم، فيضغطون على بعضهم بدعم هذا أو ذاك.*

-فنحن في أمس الحاجة لأن نحرر عقولنا التي أصبحت لا تسمع ولا تبصر إلا ما يرونه, وهذا هو التحرير الذي نعنيه في هذه المقالة, تحريرا لا يشبه تحريرهم الذي يقوم على الإبادة الجماعية، وسحق الآخر واستئصاله، فنحن نتبع لدين كرم الإنسان ورفع من قدره, دين جعل تحرير العبيد عبادة, وفي الحرب منع قتل النساء والأطفال, وأوجب حسن معاملة الأسير: *(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا),* دين كان رسوله يقول لأصحابه في الحرب: *( انطلقوا باسم الله, لا تقتلوا شيخا فانيا, ولا طفلا صغيرا, ولا امرأة ....),* ويقول: *(استوصوا بالأسارى خيرا) ,*

*-فهلا حررنا عقولنا وأفكارنا من سيطرة الأوربيين؛ لننشر رسالتنا: رسالة الخير والسلام

•┈┈┈•✿📚❁📚✿•┈┈┈•

الثلاثاء، 21 يناير 2020

حقوق مخترع مهلة وطن

حقوق مخترَع مهلة وطن

بقلم الكاتب والقاص العراقي
الاستاذ علي السوداني

وقالوا‭ ‬لكبيرهم‭ ‬الذي‭ ‬علّمَهم‭ ‬طرائق‭ ‬مبتكرة‭ ‬وخدّاعة‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬النهب‭ ‬والقتل‭ ‬والخيانة‭ ‬والحيلة‭ ‬،‭ ‬والإستعمال‭ ‬الأمثل‭ ‬والآمن‭ ‬للغة‭ ‬،‭ ‬وعدم‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬طسّة‭ ‬العنف‭ ‬اللغوي‭ ‬،‭ ‬وبلْعِ‭ ‬المهانة‭ ‬والإهانة‭ ‬والسكوت‭ ‬على‭ ‬هاونات‭ ‬الكلام‭ ‬الثقيل‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬تقصف‭ ‬بها‭ ‬الرعية‭ ‬الثائرة‭ ‬العظيمة‭ ‬،‭ ‬أوكار‭ ‬العمالة‭ ‬والرذيلة‭ ‬وفقدان‭ ‬الغيرة‭ ‬والهوية‭ ‬،‭ ‬وصفات‭ ‬وأسماء‭ ‬اخرى‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬للنشر‭ ‬‭:‬‭ ‬

قدِّم‭ ‬استقالتك‭ ‬فوراً‭ ‬،‭ ‬وبها‭ ‬ستمتص‭ ‬نقمة‭ ‬المتظاهرين‭ ‬،‭ ‬وبعدها‭ ‬سندخلهم‭ ‬بمتاهة‭ ‬المماطلة‭ ‬والتسويف‭ ‬والكتلة‭ ‬الأكبر‭ ‬والعمامة‭ ‬الأصغر‭ ‬والدستور‭ ‬الأعور‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬سنرعبهم‭ ‬بالقتل‭ ‬والخطف‭ ‬والتعذيب‭ ‬والتجويع‭ ‬والتهميش‭ ‬والمَلَل‭ ‬والتيئيس‭ ‬،‭ ‬ساعتها‭ ‬سيعودون‭ ‬الى‭ ‬بيوتهم‭ ‬قانطين‭ ‬،‭ ‬وستبقى‭ ‬أنت‭ ‬على‭ ‬كرسيّك‭ ‬نابتاً‭ ‬مثل‭ ‬لصقة‭ ‬جونسون‭ ‬‭!!‬

هذا‭ ‬ما‭ ‬انتهت‭ ‬إليه‭ ‬–‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬–‭ ‬تمثيلية‭ ‬استقالة‭ ‬الرئيس‭ ‬عادل‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬بدايته‭ ‬في‭ ‬محراب‭ ‬لينين‭ ‬،‭ ‬ووسطه‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬ميشيل‭ ‬عفلق‭ ‬،‭ ‬ومنتهاه‭ ‬في‭ ‬عبودية‭ ‬المهدي‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬تحولت‭ ‬حكايته‭ ‬وقصته‭ ‬الأسطورية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يشيلها‭ ‬عقلٌ‭ ‬ولا‭ ‬منطق‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬ابرة‭ ‬تخدير‭ ‬وتنويم‭ ‬،‭ ‬تشبه‭ ‬تماماً‭ ‬مخدرات‭ ‬«‭ ‬الغياب‭ ‬وعودة‭ ‬المخلّص‭ ‬«‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأديان‭ ‬والمِلَل‭ ‬،‭ ‬ففزَّتْ‭ ‬شعوبٌ‭ ‬وكنَستْها‭ ‬من‭ ‬أمخاخها‭ ‬وقلوبها‭ ‬،‭ ‬وظلت‭ ‬أقوامٌ‭ ‬تلوكها‭ ‬وتبصقها‭ ‬وتتلذذ‭ ‬بها‭ ‬،‭ ‬مثل‭ ‬«‭ ‬قات‭ ‬«‭ ‬لا‭ ‬يكلف‭ ‬الجيبَ‭ ‬فلساً‭ ‬أحمرَ‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬يأكل‭ ‬من‭ ‬ساحل‭ ‬العقل‭ ‬ويجعله‭ ‬في‭ ‬ضلالٍ‭ ‬أبديٍّ‭ ‬مبين‭ .‬

جمهورية‭ ‬الثوار‭ ‬الأحرار‭ ‬بساحة‭ ‬التحرير‭ ‬وأخياتها‭ ‬بالرضاعة‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬أثداء‭ ‬الشرف‭ ‬والعزة‭ ‬والنبل‭ ‬والطهارة‭ ‬والبطولة‭ ‬والإستثناء‭ ‬العجيب‭ ‬،‭ ‬قد‭ ‬كشفت‭ ‬اللعبة‭ ‬وردت‭ ‬عليها‭ ‬بما‭ ‬يسمى‭ ‬اليوم‭ ‬وحتى‭ ‬يوم‭ ‬الكنسة‭ ‬الكبرى‭ ‬«‭ ‬مهلة‭ ‬وطن‭ ‬«‭ ‬وهذا‭ ‬التكتيك‭ ‬الحاسم‭ ‬من‭ ‬تأريخ‭ ‬ثورة‭ ‬تشرين‭ ‬المبجلة‭ ‬والمقدسة‭ ‬بدماء‭ ‬الشهداء‭ ‬،‭ ‬سيستدعي‭ ‬حتماً‭ ‬استعمال‭ ‬أدوات‭ ‬ومحركات‭ ‬ثورية‭ ‬مشروعة‭ ‬فعالة‭ ‬،‭ ‬لمواصلة‭ ‬عملية‭ ‬كنس‭ ‬وتنظيف‭ ‬البلاد‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخلطة‭ ‬الشيطانية‭ ‬المجرمة‭ ‬المنحطة‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬تكاد‭ ‬لا‭ ‬تشبهها‭ ‬كلُّ‭ ‬مصائب‭ ‬الأرض‭ ‬،‭ ‬شرقاً‭ ‬وغرباً‭ ‬وشمالاً‭ ‬وجنوباً‭ ‬!!

إنَّ‭ ‬حقوق‭ ‬مخترَع‭ ‬«‭ ‬مهلة‭ ‬وطن‭ ‬«‭ ‬سيكون‭ ‬محفوظاً‭ ‬في‭ ‬خزنة‭ ‬ذي‭ ‬قار‭ ‬،‭ ‬وأهلها‭ ‬الأحرار‭ ‬الأجاويد‭ ‬الشجعان‭ ‬،‭ ‬وهم‭ ‬شجرة‭ ‬طيبة‭ ‬نبيلة‭ ‬كريمة‭ ‬مبدعة‭ ‬خلاقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ومن‭ ‬بعد‭ .‬

تكتيك إيران لأجهاض الانتفاضة

التكتيك الايراني لاجهاض الانتفاضة 
                                                                                       بقلم الرفيق المناضل صلاح المختار                                
ابن العراق البار 
                                                          
 بعد ان وصل الاستعمار الايراني مرحلة العزلة التامة وفقدان اغلب خياراته في العراق اخذ يمارس لعبة احتواء الانتفاضة بقبول مطاليبها بأستثناء مطلب واحد،فما هو المطلب الذي ترفض اسرائيل الشرقية  قبوله؟

 انه حل الميليشيات وتجريدها من السلاح وحصره في الدولة فقط، واقامة جيش وطني مهني،ولذلك  امرت نغولها بالموافقة على مطاليب الانتفاضة لكنها رفضت وسترفض اي حل يتضمن حل الميليشيات وتجريدها من السلاح ، والسبب هو انها بدون هذه الميليشيات ستفقد قدرتها ويزول استعمارها للعراق .
 وبناء عليه فإنها قبلت وستقبل اي حل وتَحْنِي رأسها للعاصفة ثم ترفعه بعد انتهاءها، وستتبنى طهران حيلة دمج الميليشيات بالجيش وقوى الامن وهو اجراء سبق تنفيذه وكانت النتيجة خطيرة وهي سيطرة الميليشيات على الجيش وقوى الامن من داخلها هذه المرة بصورة رسمية بعد ان منحت شرعية زائفة وتمويلا هائلا من الدولة! واذا بقيت الميليشيات، وتحت اي غطاء تمويهي، تضيع تضحيات الشهداء والجرحى وعذابات 16 عاما  تعرض لها شعب العراق للتهجير والابادات الجماعية وتدمير مدن كاملة ،وسنرى  المعاناة تتضاعف بعد فترة وباشكال مختلفة نسبيا لامتصاص الغضب الشعبي، والسبب هو ضمان اسرائيل الشرقية بقاء قوة الاجبار بيدها وعودتها لاستخدامها بعد ان تهدأ الامور وتمر العاصفة! فهل يمكن ان تنتهي الانتفاضة وتضحيات الملايين والاف الشهداء والجرحى بحل مخادع وتعود المعاناة اسوا مما كانت ؟ 
لننتبه الى ان الحل الوطني الوحيد والناجح الذي يضمن طرد الاستعمار الايراني من العراق مرة واحدة او بالتدريج ............ هو الذي يبدأ بتسليم الحكم لقائد عسكري مشهود له بالكفاءة المهنية والوطنية ،ليشكل حكومة انقاذ وطني قوية مؤقتة تعمل لمدة سنة او سنتين وتختار من خارج العملية السياسية ،على ان تكون اول خطواتها حل كافة الميليشيات وتجريدها من السلاح، وبالقوة ان اقتضى الحال،وتنفيذ ذلك قبل اي خطوة، لان وجود الميليشيات بسلاحها سوف يمنع كل اصلاح ويستبعد التحرر من الغزو الايراني، ويمنع توفير الامن للناس، وتشكيل لجنة خبراء تضع قانون انتخابات يضمن تمثيل الشعب بصدق على ان يحرم كل من شارك في العملية السياسية من الاشتراك فيها .
وبالتأكيد فان من المهم جدا البدء فورا بإعادة الخدمات بالامكانيات المتاحة وبدون اي تاخير، مع ضرورة طلب عودة ذوي الخبرة من العراقيين الذين هربوا من العراق لخدمته بخبرتهم،والاعداد لاجراء انتخابات حرة بأشراف اممي لضمان نزاهتها، ومن يفوز فيها يستلم الحكم ويبدأ بتنفيذ خطة شاملة لاعادة بناء واعمار العراق وحل مشاكل شعبه خصوصا المتعلقة بالامن والامان والعمل المضمون، واجتثاث الفساد باجراءات صارمة جدا وبعد توفير متطلبات الحياة للناس عامة.  
الخلاصة الاعظم الان هي انه لامجال في اي خطة لانهاء كوارث العراق الا بحل الميليشيات وتجريدها من السلاح، وهي خطوة البداية لتأسيسية الصحيحة وضمانة النهاية الراسخة المطلوبة ،وكل رئيس وزراء وكل وزارة لاتتبنى هدف تجريد الميليشيات من السلاح لن تحل المشاكل وستزيدها تعقيدا وخطورة وتجر العراق جرا حتميا نحو الانتحار.
Almukhtar44@gmail.com
 20-1-2020

الجمعة، 17 يناير 2020

المرحلة الملكية في عمر الإنسان Royal Level



توجد مرحلة في الحياه تدعى " المرحلة الملكيه " Royal level !..
عندما تصل لهذه المرحلة، لن تجد نفسك مضطراً للخوض في أي نقاش أو جدال، ولو خضت فيه لن تحاول أن تثبت لمن يجادلك بأنه مخطىء ... فلسان حالك كأنما يقول له: إذهب إلى الجحيم أنت وأفكارك !..
لو كذب عليك أحدهم ستتركه يكذب عليك، وبدل أن تشعره بأنك كشفته، ستستمتع بشكله وهو يكذب مع أنك تعرف الحقيقه !..
ستدرك بأنك لن تستطيع إصلاح الكون، فالجاهل سيظل على حاله مهما كان مثقفاً، والغبي سيظل غبياً !..
سترمي كل مشاكلك وهمومك والأشياء التي تضايقك وراء ظهـرك وستكمل حياتك... نعم ستفكر في أشياء تضايقك من وقت لآخر ... ولكن لا تقلق؛ سترجع للمرحلة الملكية مرة أخرى ..
ستمشي في الشارع ملكاً؛ مبتسماً ابتسامةً ساخرة وأنت ترى الناس تتلوّن وتتصارع وتخدع بعضها من أجل أشياء لا لزوم ولا قيمة لها !..
ستعرف جيداً أن فرح اليوم لا يدوم وقد يكون مقدمة لحزن الغد والعكس ! سيزداد إيمانك بالقضاء والقدر، وستزداد يقيناً بأن الخيرة فيما اختاره الله لك ...
إذا وصلت يوماً لتلك المرحلة لا تحاول أن تغير من نفسك، فأنت بذلك قد أصبحت ملكاً على نفسك، واعياً جداً، ومطمئناً من داخلك !..
كلما تقدمنا في العمر زاد رشدنا، وأدركنا أننا إذا لبسنا ساعة ب300أو 3000 فستعطيك نفس التوقيت ..
وإذا امتلكنا (محفظة نقود) سعرها 30 أو 300 فلن يختلف ما في داخلها..
وإذا عشنا في مسكن مساحته 300 متر أو 3000 متر فإن مستوى الشعور بالوحدة واحد..
وفي النهاية سندرك أن السعادة لا تتيسر في الأشياء المادية؛ فسواء ركبت مقعد الدرجة الأولى أو الدرجة السياحية، فإنك ستصل لوجهتك في الوقت المحدد..
لذلك لا تحثوا أولادكم أن يكونوا أغنياء بل علموهم كيف يكونون أتقياء، وعندما يكبرون سينظرون إلى قيمة الأشياء لا إلى ثمنها..
سرعة الأيام مخيفة!! ما إن أضع رأسي على الوسادة إلا ويشرق نور الفجر، وما إن أستيقظ إلا ويحين موعد النوم..
تسير أيامنا و لا تتوقف!

الكاتب التونسي سفيان بنحسن

في الذكرى القمرية الثالثة عشرة لإستشهاده.. صدام لم يكن دكتاتورا

سفيان بنحسن

مع إهتزاز عرش الرئيس المصري المعزول حسني مبارك سنة 2011 خرج نائب الرئيس الأمريكي “بايدن” ليقول “إن مبارك ليس دكتاتورا وهو صديق للولايات المتحدة “، لم يمتلك مبارك شرعية إنتخابية ولا شرعية ثورية ولا كان ملهما للشارع العربي ولا دعم ثائرا أو مقاوما ولا خرجت في يوم مسيرة في عاصمة عربية تأييدا له ولا هتفت له الحناجر خارج دائرة حكمه ولا حيكت حوله أساطير الحالمين، مبارك وطيلة عقود ثلاثة من حكمه لم يكن يقود الشعب إلى حيث يريد الشعب أو تريد الأمة لكنه رغم ذلك لم يكن دكتاتورا وفق المفهوم الأمريكي، بل ربما لأجل كل هذا تحديدا لم يكن دكتاتورا، يكفي أن يكون الزعيم تابعا للنظام العالمي الجديد يجر الشعب إلى أعتاب أعتابه حتى تسقط عنه صفة الدكتاتورية ولو حوّل البلد إلى مزرعة خاصة له ولعائلته.

أنا من جيل تفتح وعيه السياسي مع العدوان الثلاثيني على العراق العظيم أو مع “أم المعارك”، كنا صبية صغارا في العاشرة من العمر أو دونها نتداول الأساطير في ما بيننا فيزعم بعضنا بأننا لو تصفحنا القرآن الكريم لوجدنا شعرة بين صفحاته وأن تلك الشعرة تعود لصدام، ويقسم أحدنا بأغلظ الإيمان أنه وجدها في المصحف الجامع وإنها لآية بأن الرجل يقينا منصور من عند الله، كان صدام في أذهاننا الصغيرة رجلا خارقا يقود المعارك بنفسه ويحارب الأعداء وينتصر ويتفنن في خداعهم بأسلحة بلاستيكية مجوفة مملوءة بالنفط توهم المعتدي بأنه أصاب هدفا ثمينا، ظاهرة صدام تجاوزتنا نحن الصغار إلى آبائنا فأطلقوا إسمه على المواليد الجدد تبركا به لعل الوافدين الجدد يحملون شيئا من صفاته في عودة إلى تقليد قديم كانت فيه العرب تسمي أبناءها بأسماء الأسود والجوارح، وعن ذلك قال السلف “نسمي أبناءنا لأعدائنا”، وأذكر في تلك الفترة مذيعا تونسيا راحلا كان يتلو بحماس نادر عبر الإذاعة خبر تدمير صواريخ الحسين والعباس والحجارة لأوكار الشر والرذيلة في تل أبيب، كان صالح جغام ينقل الخبر باكيا ومرددا لعبارة “الله أكبر الله أكبر” وأذكر أن أبي كان يترك صوت المذياع مرتفعا طيلة الليل علّ صالح جغام ينقل إلينا الجديد فلم يشهد أبي في الفترات السابقة من حياته سقوط بناية واحدة في تل أبيب أو تل الربيع بسواعد عربية. نمت اذهاننا مع الزمن ونمت داخلها صورة صدام الفارس القادم من زمن الإغريق، أحببناه زعيما مدججا “لا ممعنا هربا ولا مستسلم” ثم مقاوما ثم أسيرا ثابتا قويا مجادلا ثم شامخا هازئا بشانقيه، أحببناه بعدما رأينا فيه صورة الفارس العربي الذي تحدثت عنه الجدات في حكايات قبل النوم وتحدثت عنه كتب التاريخ والقصص الجميل وأحبه بعض من كان أكثر وعيا منا لتحديه للإمبريالية الأمريكية وللنظام العالمي الجديد.

وحده صدام حمل لواء المواجهة المباشرة مع قوى الشر رغم إدراكه أن حجم التضحيات سيكون كبيرا، لم تكن الأمور تقاس بمنطق الربح والخسارة وإنما بمنطق القيم والمبادئ التي تشربها، ومع الساعات الأولى من العدوان إصطف الفلسطينيون خلف القيادة العراقية ومعهم السواد الأعظم من الجماهير العربية الحالمة بالوحدة والتوزيع العادل للثروة الذي نادى به العراق طويلا، وفي رسالة من صدام إلى مبارك بتاريخ 23 أوغسطس سنة 1990 ردا على إقتراح تقدم به الرئيس المصري كتب صدام قائلا “إن فهدا، ومن تعاون معه، قد بدأوا التآمر على العراق وعلى صدام حسين، بعد أن تأكد لهم باليقين أن العراق وصدام حسين مع فقراء العرب وليس مع مترفي الأمة … ولنفس الأسباب التي كرهوا فيها عبدالناصر وتآمروا عليه، تآمروا على صدام”، (إنتهى الإقتباس) واليوم على المؤرخين إنصاف عراق صدام حسين بعيدا عن المراجعات التي يدعي بعض من تبقى من رفاق صدام أنهم قاموا بها وتأسفوا نتيجة لها لقارون الكويت بعد أن خرب وسلفه العراق والأمة، لم يكن بإمكان العراق تجنب العدوان إلا بتغيير سياساته الإقتصادية والإجتماعية ومواقفه الدولية وخارطة تحالفاته، في تلك الفترة كان العراق يكاد يكون وحيدا في دعمه للفلسطينيين إثر إغلاق مصر والأردن وسوريا لحدودها أمام الأعمال الفلسطينية الفدائية ولم يبق إلا لبنان بسبب غياب سلطة مركزية قوية قادرة على ضبط حدودها، حمل العراق لواء الأمة فتآمر عليه الجواسيس والخونة أو الدكتاتوريون العرب، والدكتاتورية هنا بمعنى السير عكس تطلعات الشعب العربي وآماله، صدام كان ممثلا حقيقيا للشعب العربي وإن عدنا إلى مفهوم مصطلح الديمقراطية بأنه حكم الشعب فصدام كان أكثر الحكام ديمقراطية وأكثرهم تأييدا من الجماهير العربية من الأطلسي إلى الخليج، وما الدكتاتورية إلا السير عكس تيار الشعوب وإلا البيع بلا ثمن لمقدراتها والتخلي عن ثوابتها، كان العدوان على العراق إختبارا لفساد الحاكم العربي من عدمه فمن وقف إلى جانب العراق إنضم إلى صفوف الجماهير ومن ساند العدوان أو برره كان خادما بوعي منه أو بدون وعي للمتربصين بالأمة.

في العقود الماضية كان الحكم الشمولي هو الطاغي على المنطقة العربية ومعظم أرجاء البسيطة ومن الحيف تصنيف أنظمة تلك الفترة بمعايير ما نعيشه اليوم، فإن أنصفنا حكام تلك الفترة وأردنا تصنيفهم بين دكتاتوريين وخلافهم فسيكون الدكتاتور هو من كان خادما للنظام العالمي ما بعد “بريتون وودز” الذي قنن نهب دول العالم المتقدم لمستعمراتها السابقة، لم يكن ناصر دكتاتورا ولا بن بلة وبومدين ولا القذافي ولا صدام، وأكثر الأنظمة العربية معاداة لشعوبها هم المطبعون مع الصهيونية والذين جلبوا الأمريكان إلى أرض العرب وإرتضوا على نفسهم تقمص دور إبن العلقمي ومن دفع منهم “الإتاوة” إلى ساكن البيت الأبيض صاغرا ذليلا.

“أنت لم تكن دكتاتورا” قالها قاضي محكمة الإحتلال عبدالله العامري لصدام حسين ونرددها اليوم أكثر يقينا وإصرارا “الدكتاتور هو خادم الغرب وبيدقه، أما صدام ففارس نبيل في زمن الكوليرا” رحم الله صدام حسين.

تهنئة تنتظر صولاتكم

الرفيق القائد المجاهد عزت ابراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير حفظكم الله ونصركم .
ونحن إذ نتقدم اليكم بالتهنئة والتبريكات لمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي الباسل والذي انتم على رأس قيادته الان، في هذه السنين العجاف من تأريخ وطننا وامتنا العربية المجيدة ، نجدد لكم عهد الرجال  الأوفياء بالمضي على النهج القويم الذي لم يتراجع او ينحني أمام اعتى قوى البغي والعدوان وليس أمامنا من خيار سوى احدى الحسنيين ، النصر وهو غايتنا وهدفنا السامي، أو الشهادة من أجل أن ينتصر المؤمنون  بقضيتهم ووطنهم...

ربما نثقل عليكم باستعجال الصولة للخلاص من هذا الواقع المزري والأليم لكنها أمانة الأمة ونبراس شموخها ومجدها العراق وشعبه العظيم بدعوات احرار أمتك من أقصاها إلى ادناها فلم يبق في القوس منزع وبلغ السيل الزبى وعيون أبطال جيشك وشعبك وامتك من المخلصين ترقبكم وتنتظركم على أحر من جمر الغضى...
لقد طال ليل الظالمين وعيل صبر الصابرين، وها هي الأحداث تترى والنوائب تحيق بنا من كل حدب وصوب وصارت الضباع تتراقص على اوجاع وجراحات الوطن والأمة ولا مغيث إلّا الله، وإذا كانت بطولات خير قادة أمتنا تنعش وتؤنس الذاكرة كعمر وعلى والمعتصم وصدام حسين وسواهم فواقعنا يفرض علينا أن يكون عزة إبراهيم فارسها وقائدها ورافع راية الحق ومعه صحبة ورفاق وعناوين تحرر الأرض وتصون العرض وتحمي الوطن الحبيب...
لقد كان غزوا بربريا كونيا واليوم صار احتلال فارسيا مجرما وبغيضا ورغم مآثر الاحرار الشجعان في مقاومة ومحاربة الغازي الأميركي بمعارك طاحنة لكننا اليوم قد ابتلعنا من قبل الدّ أعداء العراق والعروبة  ، إيران الشر والتآمر ، بمشروعها الصفوي النجس بشكل مباشر وعلني وذيولها تزداد يوما بعد يوم ، ناهيكم عن خذلان وانكسار قادة وحكومات الأمة ، ورغم كل قسوة هذه الأحوال لكن الشعوب لم تستسلم وبين جوانحها تغلى نيران الغضب والحمية وهي سيفكم وجنايدكم وسندكم ولا ينقصها سوى قائد يأخذ بها ويقودها وينتصر بها  لدين الله والأمة...
اعذرنا سيدي إذ نحمّلُك كل هذه الهموم لكن مَنْ لها سواكم...
وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم.
معكم وبكم ننتصر بعد التوكل على الله وعلى الباغي تدور الدوائر .
  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

وائل القيسي
6 كانون 2020

Sent from my Huawei Mobile

لقاء قم... العامري والصدر... مرحلة تآمرية جديدةضد العراق.

اجتماع مقتدى والعامري في طهران.. مؤامرة إيرانية جديدة !

هارون محمد
يتوهم من يعتقد أن دعوة إيران مليشياتها وأتباعها إلى تجنب الهجوم على أهداف أمريكية في العراق، هو خوف من رد الرئيس ترامب، الذي بات لا يتساهل مع الغطرسة الإيرانية، ولا يسمح للموالين لها بالتمدد أكثر، وقد ظهر ذلك بوضوح في اصطياد رجل إيران القوي، الجنرال قاسم سليماني، وزعيم أكبر مليشيا إيرانية التأسيس والتسليح (كتائب حزب الله) أبو مهدي المهندس، وإنما هي وقفة إيرانية، لالتقاط الأنفاس، وتقييم الأوضاع من جديد، بعد أن تبين لها أنها غير قادرة على المواجهة المسلحة مع واشنطن، وتكشفت لها، هشاشة سلاحها (الرادع) وعمى صواريخها، التي لا تفرّق بين طائرة (ايرباص) أوكرانية، وصاروخ (كروز) أمريكي.
وبرغم أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس كان أول من كشف، في حديث لشبكة (سي بي اس نيوز) الأربعاء الماضي، عن أن بلاده تلقت معلومات استخبارية، تفيد أن إيران، طلبت من المليشيات الموالية لها في العراق، عدم مهاجمة أهداف أمريكية، من دون أن يدخل في التفاصيل، إلا أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، كان أكثر وضوحاً، عندما قال: إن طهران اكتفت بالهجمات الصاروخية على قاعدتي حرير في أربيل، وعين الأسد في الأنبار، التي لم تسفر عن أي خسائر بشرية أو تخريبية، مؤكداً في الوقت نفسه، أن حكومته لا تسعى إلى التصعيد، وهذه رسالة واضحة، في معناها العام، ولكنها تُبطن في جانب منها، أن طهران لا تريد الاشتباك المسلح المباشر مع الأمريكان، وإنما ستعمل بهدوء للانتقام منهم، عبر السياسة، وهي التي تملك نفوذاً واسعاً، في العراق، قادرة على استغلاله لصالح أجندتها في أي وقت تشاء، خصوصاً وأن الطبقة الشيعية السياسية  المتنفذة، والمليشيات المتسلطة، لم تعد تُخفي تبعيتها لإيران، وتجاهر بولائها للمعسكر الإيراني ضد الوجود الامريكي.
لقد أثبتت الأحداث والوقائع السياسية والأمنية في العراق، ومنذ احتلاله أمريكياً في نيسان 2003، أن إيران تعمل، وفقاً لنظرية (اللعب خارج الملعب) بعيداً عن الاحتكاك المباشر مع الأمريكان، وتوكل إلى أكثر من حزب أو كتلة أو مليشيا تنفيذ أدوارها، وتحقيق مصالحها في العراق، مع وجود سفراء لها في بغداد جميعهم من الضباط الكبار في الحرس الثوري وفيلق قدس، وآخرهم السفير الحالي ايرج مسجدي، أحد مساعدي سليماني، يتولون إصدار الأوامر وتوجيه الجماعات الموالية، عبر القنوات السرية أو (الدبلوماسية الخفية)، وهنا يجب الاعتراف، أن إيران نجحت في سياساتها، وأخضعت العراق إلى حاضنتها من دون ان تبذل جهداً، أو مالاً، كما فعل الأمريكان، بالعكس فإنها حصلت على مليارات الدولارات من العراق، عبر عقود وصفقات أنعشت أسواقها ودعمت اقتصادها.
ومن تابع تشكيل الحكومات في العراق، عقب الاحتلال، وتحديداً، منذ حكومة ابراهيم الجعفري مروراً بحكومتي نوري المالكي وحيدر العبادي وانتهاء بحكومة عادل عبد المهدي الحالية (المستقيلة)، لا يجد صعوبة، في رؤية الأصابع الإيرانية، وهي تلعب وتتلاعب من خلف الستار، ترفع هذا، وتُنزل ذاك، في مشهد كاريكتيري، يدعو إلى الأسى من انحطاط الطبقة السياسية المتنفذة في العراق، هذا البلد الزاخر بالكفاءات والمبدعين والعلماء والخبراء في جميع المجالات والميادين.
ولسنا، هنا، في معرض الشرح والايضاح، عن كيفية وصول عادل عبدالمهدي، إلى رئاسة الحكومة المستقيلة، عندما تفاهم قناص، وصاحب عمامة سوداء، على تشكيلها، هادي العامري ومقتدى الصدر، وهما من موالي إيران، ولا يُنكران ذلك، غير أن المثير في الأمر أن الاثنين عادا وعقدا، قبل يومين، سلسلة اجتماعات بينهما في طهران، هذه المرة، وليس في (حنانة) النجف، وجدول أعمالهما، كما أعلن عنه النائب الصدري رياض المسعودي أمس (الأحد) يتضمن ثلاث قضايا، أوردها بالتسلسل: بحث مستقبل القوات الأجنبية والمقصود بها الأمريكية في العراق، والعمل على تأسيس قرار سياسي وطني عراقي، بعيد عن التأثيرات الأجنبية، وضرورة التعامل الإيجابي مع المتظاهرين.
وإذا كنا نعرف، مسبقاً، أن العامري والصدر ضد وجود القوات الأمريكية في العراق، والأخير صعّد لهجته الغاضبة عليها، عقب مقتل سليماني والمهندس، فإن ما يُقلق، حقاً، أن الاثنين يبحثان في تأسيس (قرار وطني عراقي بعيد عن التأثيرات الأجنبية) وفي العاصمة الإيرانية بالذات! من دون أن يوضح لنا النائب الصدري المسعودي، هل أن المضيّفين الإيرانيين، الذين جمعوا الصدر والعامري، ربما في جناح بمقر الولي الفقيه، أو غرفة عمليات الحرس الثوري، سيكونون متفرجين، ولا يتدخلون في مسار الاجتماع، ويكتفون بالخدمة، وتقديم الشاي والقهوة للاثنين فقط؟!
هذه واحدة. أما الثانية، وهي قضية (التعامل الإيجابي مع المتظاهرين) لأنها أخطر من الأولى، في التوقيت والمواجهة، لسبب بسيط جداً، يتمثل في أن العامري، هو أحد أقطاب (الطرف الثالث)، الذي تبين أنه حكومة سرية، كما أثبت تسلسل الأحداث، مهمتها التصدي للتظاهرات السلمية، منذ أول يوم لانطلاقتها، وأن رئيسها هو الجنرال الايراني قاسم سليماني. أما وزراءها فهم: هادي العامري، وقيس الخزعلي، وابو مهدي المهندس، وابو زينب اللامي، وابو منتظر الحسيني، واكرم الكعبي، وحامد الجزائري، وشبل الزيدي، وابو الاء ولائي، وغيرهم من قادة المليشيات الايرانية التبعية والولاء !
إنها مؤامرة إيرانية جديدة، تُطبخ في أحد (قدور) فيلق قدس بطهران، على نار متوهجة للانتقام من العراقيين، والمتظاهرين السلميين، في مقدمتهم، وقد بدت الملامح الأولى لهذه المؤامرة باندساس بعض الصدريين، في ساحة التحرير، واحتلال منصة في المطعم التركي، وتسويق مرشحين، لرئاسة حكومة وطنية تطالب بها التظاهرات الشعبية، لخلق بلبلة، واختراقات في ميادين العز وساحات التحرير.
من يعقل أن يتحول قناصُ ارواحٍ، وذباحُ رقابٍ، وكاتمُ أصواتٍ، إلى متعامل (إيجابي) مع متظاهرين ثوار، يطمحون إلى استرداد وطنهم من الفساد والمليشيات، ويرفعون العلم العراقي، الذي لطالما مزقّه العامري وابو مهدي المهندس، برصاص الغدر، عندما كانا مرتزقة تحت إمرة سليماني !
في (الخميس) الماضي، ذكرت صحيفة (الأخبار) اللبنانية، الممولة من حزب حسن نصر الله، أن إيران عمدت، عقب مقتل سليماني والمهندس، إلى (تغيير الآليات وتبديل قواعد الاشتباك) في العراق من دون أن تكشف عن شكل تلك الآليات الجديدة، وطبيعة قواعد الاشتباك المستجدة! والسؤال، الذي يقفز إلى الواجهة، هل اجتماع الصدر والعامري في طهران، فاتحة لتلك الآليات، ومقدمة لقواعد اشتباك سياسي، تعيدان الروح لحكومة عادل عبدالمهدي، الذي يتسول الرضا حالياً من البارزانيين، وورثة جلال طالباني، أم ان وجهاً إيرانياً جديداً في الطريق؟
ايران هُزمت في الجولة الأولى، من المواجهة العسكرية مع واشنطن، واعترفت، ضمنياً، بذلك، ولكنها لم تستسلم، وتريد تعويض خسارتها العسكرية بانجاز سياسي، قد يكون على نحو حكومة جديدة موالية لها، أو تدبير انقلاب داخلي، يضمن سيطرتها، ما دام (وكلاؤها) يحكمون في العراق، ويتحكمون بمصيره .