الاثنين، 10 يونيو 2019

ردّ شبهة اعجمية رواة السنة النبوية

الشبهة التي تقول بفارسية أئمة الحديث، ومع الأسف أن كثير من علماء أهل السنة يرددون هذه الشبهة من دون دراسة وتمحيص.
ولنبدأ بأئمة الفقه ١- الإمام مالك بن أنس -إمام أهل المدينة- عربي أصبحي يرجع الى حمير بن سبأ .
٢ -الإمام الشافعي عربي قريشي يلتقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الجد الثالث عبد مناف.
٣- الإمام أحمد من بني شيبان من بكر بن وائل.
٤- الإمام أبو حنيفة، المشهور عنه أنه فارسي، وهذا لا أساس له، فهو عربي من عرب الأنبار من بني يحيى بن زيد، قال هذا المؤرخ ناجي معروف في كتابه "عروبة أبي حنيفة" حيث قال : (إنه من عرب الأزد الذين هاجروا من اليمن وسكنوا أرض العراق بعد أنهيار سد مأرب)، وقال بذلك أيضاً مصطفى جواد وعماد عبد السلام رؤوف والعلامة الحنفي الهندي شاه ولي الله الدهلوي الفاروقي المتوفى سنة ١٧٢٦م، أما المستشرق كارل بروكلمان فقد إستغرب عن غفلة العراقيين عن عروبة أبي حنيفة، باعتباره الرمز الوطني لبغداد.
فإذن أئمة الفقه الأربعة هم عرب.
أئمة الحديث
من المعلوم لأهل الحديث أن الكتب الأربعة في الحديث هم (أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه)، وإذا قلنا الكتب الستة يضاف اليهم (البخاري ومسلم)، وإذا قلنا الكتب التسعة يضاف اليهم (مسند أحمد والدارمي وموطأ الإمام مالك)،
سبعة من هؤلاء التسعة هم عرب، وابن ماجة ليس عربي، أما التاسع فقد أُختلف فيه ورُجِحتْ عروبيته وهو الإمام البخاري، أما كونه عربياً فهو من بني جعف من سعد العشيرة من مذحج من العرب القحطانية، قال هذا من المتقدمين (ابن عساكر وتاج الدين السبكي وزين الدين العراقي وابن تغري)، ومن المتأخرين (مصطفى جواد وناجي معروف وصالح أحمد العلي وعبد العزيز الدوري وعماد عبد السلام رؤوف)، فإذن أئمة الحديث جميعهم عرباً سوى ابن ماجه، كما لا ننسى (ابن حبان) وهو عربي تميمي، (وأبو حاتم الرازي) عربي من قبيلة غطفان،
فأذن قد تبين كذب صاحب المقال من أن جميع أئمة الحديث فرس وليسوا عرباً.
أما كون ألقابهم ( البخاري والنيسابوري والترمذي والبستي والسجستاني ) فهي نسبة مكان، لا نسبة نسب.
أما إذا ظهر بعض العلماء من غير العرب، فالفضل لا يعود الى أعجميتهم، بقدر ما يعود إلى الجو العام الذي نشأوا فيه وهي "الحضارة العربية الإسلامية"،
فالعالم العربي الآن في دول الغرب، لا ينسب إختراعه وابتكاره الى عروبيته، بقدر ما ينسب الى الحضارة الغربية التي هيأت له مناخ التفوق والإبداع.
كما لا ننسى أن أول من كتب في أصول الفقه، هو الشافعي القريشي، وأول من كتب في اللغة هو الخليل بن أحمد الفراهيدي العربي، وما سيبويه إلا تلميذ من تلامذته.
أما إذا كان صاحب المقال حريصاً على عروبة العلم والعلماء، فليبرر كثرة علماء الشيعة الفرس وندرة العلماء العرب في الدين الشيعي.
فمن المعلوم أن أصح كتب في المعتقد الشيعي هي أربعة كتب، جميعهم لمؤلفين فرس وهم:
١- الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني ت ٣٢٩ھ
٢- من لا يحضره الفقيه لمحمد بن بابويه القمي ت ٣٨١ھ
٣و ٤- تهذيب الأحكام والأستبصار لمحمد بن الحسن الطوسي ت ٤٦٠ھ
وتأتي بعد هذه الكتب الأربعة المتقدمة، الكتب الأربعة المتأخرة، ثلاثة منهم فرس والرابع من جبل عامل في لبنان وهم:
١- بحار الأنوار لمحمد باقر المجلسي ت ١١١٠ھ
٢- الوافي لمحسن الكاشاني ت ١٠٩٠ھ
٣- مستدرك الوسائل لحسين النوري الطبرسي ت ١٣٢٠ھ
٤- وسائل الشيعة للحر العاملي ت ١١٠٤ھ
هذه الكتب الثمانية لا يمكن لمجتهد شيعي أن يحصل على درجة الإجتهاد، إن لم يقرأها جميعها، وسبعة من مؤلفي هذه الكتب هم من الفرس، فهل من تفسير على هذا يا صاحب المقال، فضلاً على أن أغلب رواة الأحاديث الشيعية هم من الفرس، ولولا الإطالة لذكرناهم.
وختاماً فإن منهج صاحب المقال، هو منهج الكافرين في طرح الشبهات على القرآن والرسول، حتى قال الله عنهم : ( ولا يأتونكَ بمثلٍ إلا جئناك بالحقِ وأحسنَ تفسيراً)، أي ما يأتون به من شبهة، إلا ردها اللهُ عليهم، وألقمهم حجراً، فلا يستطيعون بعده الكلام، لحجتهم الواهية.
وقديماً قالت العرب "رمتني بداءها وانسلت"، فهذه الشبهتين وغيرها، فإنما هي متأصلة في معتقده، فيحاول أن ينسل منها، ويرمي بها أهل السنة والجماعة، إلا أن حجته أوهى من بيت العكبوت.

ونقول لمثيري الشبهات، أن عقيدة أهل السنة في القرآن والسنة والصحابة، راسخة في قلوبنا، كثبات الجبال الراسيات، لا يزعزعها طنطنة الذباب، لأنها عقيدة بُنيت على وحيٍ محفوظ وعلم منقول.
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
        ٢٩ رمضان ١٤٣٩ھ
         ١٤-٦ -٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق