كلام رصين من صاحب خبرة
يقول فائز السعدون الدبلوماسي العراقي السابق: (من خلال خبرتي الشخصية جراء عملي في الملف الايراني في وزارة الخارجية العراقية على مدى 10 سنوات ، بعضها في طهران.
أقول بثقة كاملة انه كلما علا صوت الايرانيين مهدداً متوعداً الامريكان والاسرائيليين والخليجيين فأعلموا ان قنوات الاتصال الخلفية تعمل بكامل طاقتها بين ايران وهذه الاطراف .. ليس من باب الظرافة او النكتة ان يخاطب ترامب قادة ايران داعياً اياهم للاتصال به وانه لا ينوي ايذاء بلادهم . ترامب ومستشاروه يعلمون جيداً ان روما وباريس وجنيف كانت مسارح شهدت لقاءات ثلاثية
إيرانية -أمريكية-إسرائيلية حول ملفي أفغانستان والعراق ، وهو يعلم ان ادارة بوش الابن كانت أبلغت ايران بقرار الحرب على العراق قبل ان تُبلغ به اقرب حلفائها في الناتو او الخليج ، وفي الوقت الذي كان خليل زادة وجواد ظريف يبحثان آفاق التعاون لمرحلة مابعد احتلال العراق، كانت جموع الايرانيين يُخرجها النظام الى الشوارع في المناسبات المختلفة وهي تهتف " مرگ بر امريكا ،، مرگ بر اسرائيل " ..
وحصيلة تلك المباحثات السماح لايران باحتلال شريط حدودي بعمق 40 كيلومتراً داخل الاراضي العراقية ، وبالمناسبة فإن جواد ظريف الايراني والاسرائيليين هم اصحاب فكرة تفكيك الدولة العراقية وقواتها المسلحة والأمنية ، ومقابل ذلك سمحت ايران للطيران الامريكي باستخدام أجوائها خلال العدوان الامريكي .
قد يتصاعد الموقف الى ماهو اكثر سخونة وقد تحصل احتكاكات عسكرية في مياه الخليج او في اي من ارجاء المنطقة ، ولكن من يعتقد ان الغرب ، والولايات المتحدة بشكل خاص ، قد يفرطون بايران الطائفية المصدرة للفوضى في المنطقة فهو واهم ؛ يريد ترامب اتفاقاً نووياً جديداً وسيمنحه الايرانيون ذلك ، لان السلاح النووي ليس من بين اهدافهم وسيكون عبئاً اكثر منه قوة ، ويريد ترمب سياسة اقليمية لاتشكل تهديداً لحلفاء الولايات المتحدة وسيكون له ذلك ؛ ويريد ترامب تأطير التسلّح الصاروخي وسيكون له ذلك ايضاً كما سيتقاضى عن هذه المنجزات مايشاء من الاتاوات من جيوب السعوديين وسواهم .. وستحصل ايران على اعتراف امريكي بالوضع الراهن الذي فرضته منذ عام ٢٠٠٣ وحتى اليوم أنها هي اللاعب الرئيسي في العراق وفي سوريا ولكن بقدر مايسمح به الروس وما يُرضي تركيا ، وسيظل حزب الله صاحب الصوت المعطل في السياسة اللبنانية وسيعيد طلاء صواريخه لتبدو ازهى وأجمل في عروض عسكرية ستتم في المستقبل تحت أنظار حكومة لبنانية مشلولة ، وسيدخل الحوثي تاريخ اليمن من أوسع ابوابه طرفاً في تقرير مصير البلاد .
ستظل الهتافات بموت امريكا واسرائيل تعلو في شوارع طهران وتكتب اللافتات بها لتعلو مقرات الحشد الشعبي في العراق وسوريا ولبنان واليمن ،، ومعه تزداد معدلات غباء الطغاة العرب ذيل الكلب الامريكي لتزداد شرعية نظام الولي الفقي حامي حمى القدس والمقدسات !!!
منقول
الجمعة، 17 مايو 2019
فائز السعدون يضع نقاط أميركا على حروف ايران
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق