السبت، 9 نوفمبر 2019

رسالة معلم نجيب إلى تلميذ عاق

بسم ألله ألرحمن ألرحيم 

رسالة الى تلميذي

ألأخ رئيس اركان ألجيش ألعراقي ألفريق ألأول ألركن عثمان ألغانمي ألمحترم
 
تحية طيبة 

أكتب لكم أخي ابا زينب هذه الرسالة ألتعبيرية عن ألمي وندمي في هذا الظرف العصيب الذي يمر به بلدنا العراق وشعبنا الجريح الثائر بما حمله شهري تشرين من مآسي واعمال اجرامية لسلطة المنطقة الخضراء ضد ثوار تشرين العزل ، والرسالة موصولة من خلالكم إلى بقية ضباط ومراتب الجيش العراقي ألحالي ألذي تم التعارف عليه بإسم الجيش الجديد ، متمنيا أن يتسع صدرك وقلبك ، وثم لتحكم عقلك ضميرك لما سيرد فيها من تعابير موضوعية دون النظر للرسالة من الناحية الشكلية ، وبنفس الوقت أطالب ممن ستقع بين يديه هذه الرسالة أن يحاول إيصالها إليكم او نشرها على نطاق واسع ، وقبل ذلك ، أن لا ينفعل ويتحامل علي عند مخاطبتي لكم بصيغ وتعابير قد لا يستحسنها ألآخرون . 
                                             
أنا اخاطبك بكلمة ( اخي ) لأننا حقا إخوان ، إخوان في ألإنسانية ، وإخوان في ألدين ، وإخوان لأننا ابناء وطن واحد هو ألعراق ( هل تتذكر العراق يا اخي ؟؟) وإخوان لأننا زملاء خدمة ورفاق سلاح في ألجيش العراقي قبل ان تكون تلميذي في كلية الأركان عام 1986 عندما كنت برتبة نقيب  . 

أنا اتذكر في العام 1986 عندما كنت أستاذك في كلية الأركان لدورة الأركان المشتركة 52 كانت رتبتي عقيد ركن ، وكان راتبي 300 دينار عراقي بما يعادل في حينه 1000 دولار أمريكي وبذا تكون اجوري اليومية هي ( 10 ) عشرة دنانير ، وكما تعلم نحن مدرسوا كلية الأركان كنا نلقي المحاظرات ألعسكرية المتنوعة على الضباط الطلاب الذي كنت انت احدهم في الزمر الدراسية طيلة ( 5 ) خمسة ساعات في اليوم الواحد ، ويسبق أي يوم دراسي قيامنا في بيوتنا ( على حساب عوائلنا ووقتنا الخاص ) بتهيئة المادة الدراسية لكي نقوم بعرضها عليكم على احسن وجه ، نعم كان هنالك جناح للتنسيق يقدم للمدرسين ما يحتاجونه من الشفافات وألسلايدات والخرائط وبقية الوسائط المساعدة في تقديم الدرس ، ولكن يبقى العامل البشري هو ألأساس الذي هو المدرس ( مثل الذي يجمع من الحبه كبه ) في تجميع كل هذه ألأشياء وجعلها تتفاعل فيما بينها لإنتاج محاظرة دراسية هي ألأروع في كل مرة  .    
                                        
لو تقارن الجهد الذي بذلناه في تدريسكم ، ستجده جهد جبار ولحدود ألإعجاز لا يوازية اي ثمن غير اننا جموع المدرسون عشمنا اننا نربي اجيالا من الرجال لكي يكونون قادة المستقبل وذخرا للشعب وللوطن ( فهل انت يا تلميذي فعلا ذخرا للشعب وللوطن ؟؟ ) . 
                                                           
أتذكر محاورة جرت بيني وبين المقدم الركن سامر يوسف ابراهيم بحضور بعض من المدرسين ، حيث سألني عن مقدار راتبي الشهري ، فأجبته 300 دينار ، عندها اخرج إحدى الجرائد وفيها خبر منشور عن راقصة تقاضت مبلغ مقداره ( 15000 ) خمسة عشر الف دولار عن إدائها رقصة لمدة 10 دقائق ، ( بما يعادل راتبي لمدة 15 شهر ) وقال لي ( لو تشتغل رقاصة ، أحسن ما تأخذ 10 دنانير في اليوم )  !!!
      
ومن الجدير بإلذكر إن اقراني من الضباط من هم برتبة عقيد ركن ألذين يعملون في باقي مناصب الجيش ( عدا مناصب ألإمرة ) يتقاضون نفس راتبي آنذاك ، ولكن مع الفارق فهم يتمتعون بوقتهم الخاص وبين عوائلهم ، وغيبر مسؤولين في صباح اليوم التالي عدا عن ادارة مكاتبهم ، على عكسنا نحن المدرسون الذين نشبع كل يوم من شعر رأسنا الى اخمص قدمنا بالطباشير الملون عندما لم تكن لدينا آنذاك لا حاسبات الكترونية ولا داتا شو ولا سبورات الماجك بورد ، فقد انكسرت ظهورنا من مسح وسحب السبورات الخشبية ، كل ذلك من اجلكم لكي نفلح في تحقيق المقولة  ( زرعوا فأكلنا ، ونزرع فيأكاون ) .                                 

نعم يا اخي نحن نجحنا في ان نزرع فيكم المعارف والعلوم العسكرية بشهادة الماجستير بدرجة ألإمتياز وبمرتبة الشرف ، والحق اقول ان اي منكم قد حصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية من خلال جهودنا وتعبنا نحن الجنود المجهولون وراء حملكم لشارة الركن التي تميزكم عن كل ضباط الجيش من غير حملة شارة الركن ، أقول لكم الشارة الحمراء وشهادة الماجستير في العلوم العسكرية ولكن لنا درجة ألإمتياز بمرتبة الشرف لأننا المدرسون قد افنينا عمرنا طيلة 4 سنوات في تأهيلك وتأهيل غيرك من ألضباط لتكونون عنوان للفكر العسكري المتطور وعنوان من بعد ذلك للرجولة والشرف في مواقعكم المستقبلية لخدمة الوطجن وحماية الشعب ( فهل يا اخي ترى نفسك انك ألآن في خدمة الوطن والشعب بما يرضي الله وبدرجة الإمتياز وبمرتبة ألشرف ؟؟ ) . 
                                                                                                      
سأضطر لفتح الدفاتر القديمة وعذرا من اخواننا واهلنا ابناء المذهب الشيعي المحترمون وأقول ، أ لم تكن انت ( عضو قيادة الفرقة / العميد الركن عثمان علي فرهود الغانمي ) التسلسل ( 11 ) في قرار الإجتثاث الرقم 4619 في 23 / 6 / 2005 الصادر من هيئة إجتثاث البعث سيئة الصيت عندما كنت بمنصب قائد الفرقة الثامنه ، وقد إستندت في حينه على مذهبك وطائفتك لتحميك من تنفيذ قرار ألإجتثاث وركنت على مساعدة قائد القوات ألأمريكية الجنرال دمسي ، فكان ان تم ابقاؤك في الجيش لتتدرج إلى منصب قائد عمليات الفرات ألأوسط ثم استحواذك على منصبك الحالي كرئيس لأركان الجيش لكونه من حصة الطائفة الشيعية وفق نظام المحاصصة المقيت ، ومن هنا تكون طائفتك الشيعية ( بمجملها وعذرا منها مرة ثانية ) صاحبة الفضل عليك في كل ما انت عليه من خير واحوال طيلة 14 سنة ، إبتداءا في عدم فسخ عقدك من الجيش الحالي في العام 2005 على خلفية قرار الإجتثاث ، ويتواصل فضل الطائفة عليك في كل مواقعك التي تسلمتها وصولا الى موقعك الحالي الذي اصبحت فيه منذ اكثر من 5 سنوات بموجب دستور بريمر رئيس لأركان الجيش / قائد الجيش العراقي الجديد !!!  
                                                          
والسوآل الذي يؤرقني ويؤلمني ، أين انت يا هذا من طائفتك الشيعية ألتي اغدقت عليك بفضلها طيلة 14 سنة ( لا اعتقدك تنكر هذا ، فانت لم تكن شيئا بدون طائفتك ) ، واين انت من ابناء طائفتك وابناء عمومتك خاصة ، وثم من ابناء العراق عامة الذي يقتلون وتنتهك حقوقهم في ساحات الإعتصام ساحات الشرف والكرامة ، بعد ان نهبت ثروات ارضهم وانتهكت سيادتها من قبل الحكومة العميلة لإيران الفارسية التي كنت انت فيما سبق احد ابطال معارك القادسية الثانية ضدها ، وهل تم غسل دماغك لهذه الحدود في ان تصبح ناكرا لجميل طائفتك عليك وترتضي قتل ابناؤهم بدم بارد دون ان تحرك أي ساكن ؟؟؟  
             
نعم وكما درستك في السابق في موضوع السوق العسكري والعقيدة العسكرية ان تعريف العسكرية أنها مطية السياسة ، لكنني لم اكن اتوقع ان تكون السياسة في العراق بأيدي ألجحوش المجرمون والإرهابيون وعملاء ايران جارة السوء ، ومع هذا وذاك ، إلا انني لم اكن اتموقع ان يصبح القادة العسكريون شخصيا مطايا يركبهم كل من هب ودب وسقط المتاع مثل الروزخون ابراهيم الجعفري ، وبياع السبح نوري فقاعه ، وبياع الكبة حيدر العبادي وثم العاطل عادل عبد المهدي الذي اصبح يتكام عن الحركات التعرضية والدفاعية وكإنه أحد قادة الفرق المدرعة البانزر ألألمانية وهو باب بيتهم ما يندله  ، وغيرهم من ألإمعات القذرة وعناصر الميليشيات ألإجرامية الذين لا اريد ان اذكر اسماؤهم لأنني بذلك سأرفع من شأنهم الواطي ، بإلإضافة الى خضوعكم التام  لقادة ما يسمى بالحرس الثوري الإيراني وعلى رأسهم قائد فيلق القدس المجرم قاسم سليماني !!!
 وهذا هو ألمي وعتبي عليكم وعلى من هم على شاكلتكم من تلاميذي كنتم ام لم تكونون ، فقد خسأتم ونزلتم الى منازل لم ينزل اليها اي عميل او مجرم على مر سابق الزمان ، وثم هو ندمي على كل دقيقة بذلتها في تدريسكم ، وكذلك هو ندم أقراني من سادتي وزملائي ألضباط ، فقد كانت هنالك مقولة مفادها ( كل معلم ربحان ، إلا معلم الرجال خسران ) وكنت انا ضد هذه المقولة كليا طيلة سنين خدمتي في الجيش التي ابتدأتها في العام 1972 ، لأن الدور ألأساسي لكل ضابط هو انه معلم للجنود والضباط الذين تحت إمرته ، فكيف اكون خسران وانا ارى من هم تحت إمرتي تتوسع مداركهم وتتطور معارفهم وترتفع قدراتهم النظرية والعملية ، ولم اشعر انني خسرت كمعلم للرجال إلا في حالتك وحالة امثالك من ألضباط عامة وضباط الركن خاصة !!!
وقد ألمني تهالككم في تقديم التنازلات وفروض الطاعة العمياء من أجل التمسك بمواقعكم الكسيحة بوجودكم فيها وحيازة رضى قتلة الشعب وسراق المال العام من المفسدين والرفحاويين والميليشياويين لحدود الخنوع وعدم قيامكم بأي تصرف يحمي ابناء شعبكم ثوار تشرين ألأبطال من عمليات القتل الممنهجة الإجرامية منذ مطلع شهر تشرين ألأول الماضي ولحد يومنا هذا ، والله وحده الذي يعلم بماذا تخططون في الخفاء من عمليات اجرامية قذرة بايادي قذرة للقادم من ألأيام ضد ثوار انتفاضة تشرين التي هتكت قدسيتكم وستزيلكم من صوامعكم لتنالوا الجزاء والقصاص العادل على ما إقترفتموه من جرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق تأريخ وأرض وشعب العراق ألعظيم . 

لقد خلق الله ألأشياء على نقيضين ، فالخير نقيضه الشر ، والنهار نقيضه الليل ، كما ان لكل شيئ له استخدام مزدوج بقدر او بآخر ، وإن منصبك الحالي وحتى كل سنين خدمتك في الجيش الحالي إستمدت قوته من قبل طائفتك الشيعية ألتي كانت حاضنتك وملاذك ألآمن ، فكيف لك ألآن تتنصل من طائفتك وتبرز عضلاتك وقوتك على ابناء طائفتك وخاصة وابناء وطنك عامة ، فقد ألمتني مشاهد يوم أمس في ميناء ام قصر وانتم ترسلون الفرقة ألألية التاسعة بدباباتها وعجلات القتال المدرعة لفك الإعتصام بقوة الحديد والنار ، ألأمر الذي يوصلني الى قناعة تامة بأنك تنظر إلى سياسيوا الصدفة في النطقة الغبراء انهم من يمثلون الطائفة الشيعية ومذهب التشيع وإن إتباعهم هو ألأولى ، في حين قد ثبت بما لايقبل الشك انهم بعيدون كل البعد عن الدين الإسلامي الحنيف وعن آل البيت الكرام ، وهم شلة لصوص وصعاليك قد تم جمعهم من الطرقات ومكبات النفاية الغربية وإن اتباعهم هو الخسران بذاته في الدنيا وفي الآخرة ، دون ان تضع في الحسبان ، أن ألأنظمة دوما على زوال ، والبقاء للوطن وللشسعب في كل ألأحوال طال الزمن او قصر . 
             
من المعيب يا هذا والعار الذي سيلفكم إلى أبد ألآبدين ان تواجهون ابناء شعبكم ألأعزل بنيران الرشاشات وألقنابل الفسفورية الحارقة الخانقة ، ولم ينقصكم لحد ألآن استخدام المدافع والصواريخ  ، أم اراني انكم مقدمون على استخدامها وكإنكم تقاتلون جيشا تقليديا هو نظيرا لكم ، أفلا تعقلون وترعون !!! أم ان الغيرة قطرة وقد سقطت منذ زيارتك لإيران وزيارتك في حينها لقبر المقبور خميني ألأعور ألدجال , و أ لم تقاتل جنود خميني في السابق ، فكيف اصبحت فارسيا اكثر من الفرس انفسهم ، وخمينيا اكثر من بنو خميني ؟؟؟  قاتلهم وقاتلك الله . 
                                                                                                    
وفي الختام اناشدكم العودة الى رشدكم والعودة الى احضان شعبكم ألذي قبر الطائفية صنيعة جكومتك القذرة ، وأن تعمل على الدفاع عنهم ضد ما يتعرضون له من قتل وانتهاك لأدميتهم ولحقوقهم ، واناشد من خلالكم بقية الضباط وافراد الجيش العراقي الحالي ان لا تخسروا شرفكم الشخصي ، نعم لقد حصلتم على الكثير الكثير من ألأموال والإمتيازات من بينها النجوم والتيجان والسيوف التي تضعونها على اكتافكم ، إلا ان هذا كله يعتبر رصيد مادي هو مؤكد للزوال ، إلا ان رصيدكم الشخصي هو شرف الموقف الرجولي وألإنساني في ان لا تكونو مطايا لجحوش المنطقة الخضراء سيئة الصيت والمرتع ، وأن تنتفضوا مع ابناء وطنكم الثوار وتقدموا لهم العون من موقعكم هذا بصفتكم قائد الجيش العراقي الحالي ،  فألرجولة موقف ، وليس شارب خشن وصوت أجش وطول فارع ، لأن هذه هي مواصفات الطبل الكبير الذي بطنه فارغ .   
      
يقينا ً هذه آخر محاظرة ألقيها عليك على المستوى النظري ، وامامك طريقان لتطبيقها عمليا لاثالث لهما ، فأما ان تعلن توبتك وترتمي بكل ثقلك العسكري والشخصي في احضان ابناء وطنك وهذا ما اتمناه انا شخصيا لكي تبقى بنظري اخي أبا زينب الحبيب ، أو أن تبقى ذليلا خاضعا خانعا لجحوش المنطقة الغبراء عملاء ايران ، لترتمي في مهاوي الردى غير مأسوف عليك عندما سينفذ بك ثوار تشرين القصاص العادل ، الذي انت من ستقوم منذ هذه اللحظة وفق احدى مميزات ضابط الركن وهي قابلية التصور ، بوضع التصور للسيناريوهات المحتملة لمصيرك القادم .     

                                                          
عاش العراق العظيم
عاشت ثورة تشرين الكبرى
المجد والخلود للشهداء الأبرار 
الموت لأعداء الشعب والوطن 
الخزي والعار لجلاوزة المنطقة الغبراء 
ألفناء والدمار لجارة السوء الصفوية ايران 

أستاذك 
الفريق إألأول ألركن 
مؤيد ألجبوري 
بغداد المنصورة بإلله 
06 تشرين الثاني 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق