الاثنين، 19 فبراير 2024

قضاة ام رويبضات


قضاة ام رويبضات

الدكتور وائل القيسي 

كان جاسم محمد العميري القاضي الذي حكم محمد الحلبوسي بعثيا انتهازيا قبل الاحتلال، وتم شموله بالإجتثاث بعد الإحتلال ، لكنه ذهب إلى نوري المالكي (جواد المالكي سابقا) ليتمسح به وينال رضاه، فألغى المالكي عنه الاجتثاث ، وأعاده إلى القضاء، ليصبح ذيل من ذيوله ، حاله حال مدحت المحمود وفايق زيدان وآخرين . 
اعلن العميري تشيعه ومبايعته لخدمة نظام الولي السفيه أمام المُجرِمَين النافِقَين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس أثناء حكم المالكي، وقال لهما : "إني لم أغير مذهبي وإنما أنا أعلنت إسلامي" …
ورغم أن الحلبوسي فاسد وعميل ولا نقاش في ذلك ، إلا ان قضية إلغاء عضويته من البرلمان هي قضية طائفية بامتياز وليست قانونية ولا سياسية، فكيف يعتبر البعض أن القضاء كان عادلا، وهو ذاته الذي فرط بدم ألف شهيد من ثوار تشرين وما يربو على ال30 ألف جريح ومصاب، وهو ذاته القضاء الذي تجاهل جرائم نوري المالكي بضياعه ثلث أرض العراق، وغضّه النظر عن مقتدى صاحب ملكية جيش المهدي الذي أشعل الحرب الطائفية في 2006 إبان تفجير الإمامين في سامراء ،وكيف كانت الجثث تُلقى في الشوارع، وتهدم المساجد وتغلق وتصادر، ومن ثم سلّط غوغاءه الذين اصطلح على تسميتهم باصحاب القبعات الزرق في ساحة التحرير وسواها من بقية الساحات ليعيثوا 
قتلا وخطفا بثوار تشرين، ناهيكم عن جرائم عادل زوية وقيس الخزعلي ومشعان الجبوري واحمد الجبوري (ابو مازن) وسرقات ماجد النصراوي وخضير الخزاعي وحازم الشعلان وسرقة القرن وغيرها، والقائمة تطول... 
اما مئات الآلاف من المعتقلين ظلما وجورا بحجج واهية وعقيمة بتهمة المخبر السري او داعش او البعث فهذه الجرائم عين القضاء عنها كليلة. 
ولأجل ان لا يساء فهم مقصود المنطوق ويُحسَب دفاعا عن فلان او علان نؤكد ان القضاء الذي لا ينتخي لحرمة دماء شعبه وثرواته وسيادة وطنه وكرامة نسائه ويتعامل بانتقائية  لا يمكن ان يوصف بالقضاء العادل مطلقا. 
بل هو سوط الظلم والظلام بيد من تسلّط على الوطن والشعب. 
إن كوارث الأجرام والمجرمين والفساد والمفسدين ابتدأت منذ الغزو الأميركي والاحتلال الإيراني للعراق بعد 2003 ، وان المنظومة العميلة والخائنة بقضها وقضيضها بعد الاحتلال، هي أسّ الإجرام والفساد والرذيلة ولا أستثني فيهم منهم أحدا.

رجل انصفه التأريخ حيّا وميتا

الدكتور وائل القيسي


رجل انصفه التأريخ حيّا وميتا


28 نيسان 1937م...


إنه يوم تتزاحم وتتدافع فيه مشاعر كل حرٍّ في شتى أرجاء المعمورة، بين حزن ووجع يقطع نياط القلب، وبين فرحٍ شاءت إرادة اللّه ان لا يدوم طويلا.

إن هذا اليوم، هو يوم من أيام الله الخالدة الذي أغدق فيه على العراقيين والعرب بولادة مجدٍ وتأريخ وعزٍّ وكرامة ونهوض بعد خنوع، وشموخ بعد انكسار، ونصر بعد نكبات.

ومن مفارقات القدر وبتقدير إلهي لا يخلو من الإعجاز الرباني أن عام 1137م شهد ولادة قائد عراقي، إسلامي خلّده التأريخ بواحدة من أعظم معاركه التي حرّر فيها بيت المقدس، هو القائد صلاح الدين الأيوبي الذي ولد في مدينة تكريت عام 1137م.

وشاءت إرادة الله بعد 800 سنة بالتمام والكمال، أن تنجب حرّة عربية في تكريت نفسها، وبنفس العام رجلا كان نسيج نفسه وشبيه فعله ووحيد صنعه ، انه عام 1937م الذي يقترن بعام 1137م مع الفارق الزمني.

إنه القائد العربي العراقي صدام حسين المجيد.

ولد صدام حسين يتيم الأب، بقرية العوجة، إحدى قرى مدينة تكريت التأريخية ، في بيئة معدمة الحال، فقيرة حدّ العدم، من أرومة شريفة النسب، كريمة الحسب، طيبة المنبت.

ورغم قسوة الحياة وشظف العيش الممتزج بأخلاق بدوية أصيلة، يتربى فيها الفتيان على الصبر والشجاعة والأخلاق الحميدة.

نهض هذا الفتى من العدم وكافح وناضل وتفوق في دراسته رغم قسوة الظروف، بشهادة أساتذته، ومنهم الأستاذ عوني القلمجي الذي قال إن الطالب صدام حسين كان يُعْفى بكل المواد الدراسية نتيجة حصوله على درجات تؤهله للإعفاء عن أداء الامتحانات النهائية.

وكانت محطات العمر التي مرّ بها صدام حسين المجيد حافلة بالنضال والكفاح والتفوق والشجاعة الفائقة التي توجها في مقتبل عمره بمحاولة اغتيال أعتى قائد كان يقود العراق هو الزعيم عبد الكريم قاسم، وبعدها كانت له صولات وجولات في ميادين العمل النضالي، وكان من أبرزها تأسيسه وقيادته لجهاز (حنين) الذي كان اليد الضاربة لحزب البعث العربي الاشتراكي في ملاحم النضال إِبَّان ستينيات القرن المنصرم.

وَتُكَلَّل نضاله في القيام بثورة 17_30 تموز 1968 الخالدة مع رفاقه الثوار...

كان يطلق عليه صفة السيد النائب في فترة رئاسة الأب القائد أحمد حسن البكر، إلى أن تبوأ المنصب الأول في عام 1979م وصار هو الرئيس والقائد العام للقوات المسلحة.

أما في الحزب فقد كان مناضلا صلبا ومفكرا مؤمنا بوطنه وأمته إيمانا قلّ نظيره.

ويُعَدّ صدام حسين المجيد القائد العربي الثالث بعد الخليفة عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد (رضي الله عنهم) في انتصاره على لفرس ودحرهم في معركة قادسية صدام المجيدة والتي توجت بالنصر الساحق، بعد أن تجرع الخميني السم الزعاف في 8/8/1988.

أما إنجازات الثورة التي كان من بين أبرز قادتها، فهي لا تعد ولا تحصى، ابتداء من ملحمة تأميم النفط، وقرار الحكم الذاتي للمحافظات الكردية الثلاث، مرورا بالإصلاح الزراعي، وشعار الأرض لمن يزرعها، والتعليم المجاني وبناء الجامعات ، والتأمين الصحي، الذي تتبجح به أوربا وأميركا والعالم المتقدم، فقد كان المواطن العراقي وكل مقيم على أرض العراق يتمتع بمجانية الصحة والعلاج من دون أن يدفع المواطن فلسا واحدا.

ومن بين أبرز المنجزات الأخرى هي شبكة الطرق السريعة والأسواق المركزية (المولاة) التي كانت تنتشر في مدن العراق وبأسعار مدعومة، بل وصل الأمر إلى أن تم توزيع الماكينات الزراعية والحاصودات وسيارات الحمل على أغلب الفلاحين مع توفير السماد الكيماوي وفرق المعالجة الميدانية ورش المبيدات لحماية المزروعات في طائرات متخصصة، وإيصال الكهرباء وتوزيع جهاز التلفاز على كل عائلة من الشعب العراقي ، من زاخو حتى الفاو، وفي عمق الأهوار والقصبات النائية.

حقيقة أنها منجزات استحقت تسمية المشاريع الانفجارية في مجال إقامة السدود والبحيرات وغيرها، ولا يمكن إيجازها في هذه السطور القليلة.

ولكن قوى الشرّ كانت تتابع بخبث وحقد كل ما يجري في العراق من نهضة حقيقية، فقد أرعبتها هذه التحولات السريعة، خصوصا أن العراق أصبح قاعدة متقدمة للعلماء في كل الاختصاصات بالإضافة إلى امتلاكه جيشا عقائديا، قويا ومتقدما، شارك في جميع معارك الأمة.

هذه الأسباب وغيرها جعلت قوى الاستعمار ( الاستخراب) تقرر القضاء على دولة العراق وقيادتها وإيقاف عجلة التقدم فيه.

ومن خلال مؤامراتهم الدنيئة وعملياتهم العدائية ومعرفتهم الدقيقة لكل ما يجري في العراق، ونظرا لفشلهم الذريع في إسقاط أو هزيمة العراق وقيادته الثورية من الداخل ، متمثلة بشخص القائد صدام حسين المجيد، قرروا القيام بغزو عسكري مباشر، شاركت به معهم كل قوى البغي والعدوان، بل وكانت الكثير من الحكومات العربية العميلة قد شاركت معهم في هذا الغزو البربري المجرم للقضاء على العراق دولة وشعبا وحضارة.

ولكن خاتمة سيد شهداء العصر كانت على مرأى ومسمع كل سكان الأرض، حيث قدّم نفسه قربانا لوطنه وأمته وقضيته، وكان آخر قوله بعد الهتاف بالعراق والأمة والشعب وفلسطين إن نطق الشهادتين بوجه مشرق وثغر باسم.

ليطمئن كل مؤمن بوطنه وقضيته أن الوطن الذي يتقدمه قائده نحو طريق الشهادة لَابُدّ من أن ينتصر عاجلا أم آجلا.

سلاما على الشاهد والشهيد في ذكرى يوم مولده الذي بعث فيه من خلال يوم استشهاده.